صوت الصحراء
استقبلت السيدة زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، وفداً رسمياً من حكومة جزر البليار، برئاسة السيد مانويل بافون، المدير العام للتعاون، رفقة السيد خوان فورتوني، المسؤول عن التعاون مع المغرب، والسيدة ماريا إستلا بلانكو، المتخصصة في التعاون الدولي. وقد جرى هذا اللقاء بحضور السيدة مريم أوشن النصيري، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمغرب، وعدد من أعضاء وفد الهيئة، في سياق متابعة تنفيذ مشروع الإدماج الاقتصادي للنساء العاملات في قطاع الصيد البحري بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة.
هذا المشروع، الذي يُموّل من قبل حكومة جزر البليار، وينفذ بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، يهدف إلى تحسين الوضعية الاقتصادية للنساء القرويات في المجتمعات الساحلية، عبر مواكبة تقنية ومجتمعية ومؤسساتية، في إطار مقاربة مندمجة تعزز المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة.
وخلال الاجتماع، عبّرت السيدة زكية الدريوش عن تقديرها لمتانة الشراكة بين الأطراف الثلاثة، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس رؤية موحدة نحو تنمية دامجة تجعل من النساء فاعلات أساسيات في المسار التنموي، واعتبرت أن النتائج المحققة في جماعات بليونش والفنيدق ومرتيل والمضيق تمثل نموذجاً ناجحاً، خاصة في ما يتعلق بتقوية قدرات التعاونيات النسائية وتحسين ظروف عملهن وتثمين منتجات البحر.
وقد تناولت المناقشات سُبل تطوير هذا المشروع مستقبلاً من خلال إطلاق مرحلة ثانية تشمل مناطق ساحلية جديدة ومواضيع ذات أهمية كبرى، مثل التكيف مع التغيرات المناخية، واستدامة النظم البيئية البحرية، وتعزيز سلاسل تثمين المنتجات البحرية، مما من شأنه أن يزيد من الأثر الإيجابي للمبادرة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
كما تم التأكيد على أن هذا التعاون الثلاثي ساهم في دعم النساء العاملات في أنشطة مرتبطة بالصيد البحري، كحياكة الشباك وصناعة الصنانير وتحويل المنتجات البحرية، عبر توفير تكوينات وتجهيزات مناسبة، وفتح آفاق اقتصادية جديدة أمامهن، بما ينسجم مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للقطاع، التي تضع تمكين النساء واستدامة الموارد البحرية في صلب أولوياتها.
وفي إطار الزيارة الرسمية، يرتقب أن ينتقل وفد حكومة جزر البليار، مرفوقاً بممثلي هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومسؤولي كتابة الدولة، يوم الأربعاء 22 أكتوبر، إلى جهة طنجة–تطوان–الحسيمة للقيام بزيارات ميدانية لمشاريع قائمة على أرض الواقع. وتشمل الزيارة وحدة إنتاج شبه مصبرات سمك الأنشوفة ببليونش، وعدداً من التعاونيات النشيطة مثل “الحوت الأزرق”، “بصمة البحريات” و”ريو مرتيل”، وذلك بهدف الوقوف على أثر المشروع ميدانياً، والاستماع إلى شهادات المستفيدات وتبادل الخبرات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز شراكة استراتيجية قائمة على دعم المساواة، وتمكين النساء، والحفاظ على البيئة البحرية، بما يتماشى مع الرؤية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الداعية إلى تحقيق تنمية بشرية شاملة، مستدامة ومنصفة.