صوت الصحراء
أُعطيت اليوم بمدينة الرباط الانطلاقة الرسمية لأشغال الورشة العلمية الدولية المنظمة تحت شعار:
“الأسماك السطحية الصغيرة في ظل الإكراهات المناخية والصيد المفرط: نحو تدبير مرن ومستدام”.
ويأتي تنظيم هذه الورشة بمبادرة من كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري والمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء وصناع القرار، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب عدد من المهنيين وممثلي غرف الصيد والمنظمات المهنية العاملة في القطاع.
وتهدف هذه الفعالية إلى توحيد الرؤى حول سبل الحفاظ على موارد الأسماك السطحية الصغيرة، ومناقشة التدابير الرامية إلى إدراج البعد المناخي والبيئي في السياسات العمومية الخاصة بتدبير هذه المصايد الحيوية، وذلك في ظل التحديات البيئية والمناخية والأنشطة البشرية المتزايدة، وكذا متطلبات الأسواق الدولية والصناعات الغذائية المرتبطة بها.
وفي كلمةٍ للسيدة كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، أكدت أن هذا اللقاء ينسجم مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى حماية المحيطات وصون ثرواتها لفائدة الأجيال الحالية والمقبلة.
وأبرزت السيدة كاتبة الدولة الأهمية الاستراتيجية للأسماك السطحية الصغيرة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي وصون توازن النظم الإيكولوجية البحرية وتطوير الاقتصاد الأزرق، مشيرةً إلى أنها تمثل حوالي 40% من المصطادات العالمية وتشكل مصدرًا رئيسيًا للبروتين لأكثر من 2.5 مليار شخص عبر العالم.
كما شددت على الدور المحوري الذي تضطلع به هذه المصايد في تعزيز صمود المجتمعات الساحلية، خاصة في منطقة غرب إفريقيا، مما يستدعي تكثيف التعاون الإقليمي ضمن مقاربة علمية منسقة قائمة على التشاور وتقاسم الخبرات، لمواجهة تحديات الإفراط في الاستغلال وتداعيات التغيرات المناخية.
وقد تميز هذا اللقاء بتوقيع مذكرتي تفاهم ترومان تعزيز التعاون العلمي وتبادل البيانات البيئية من أجل التدبير المستدام للموارد السمكية:
الأولى بين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري ومنظمة ميركاتور أوشن الدولية (Mercator Ocean International) بفرنسا،
والثانية مع المعهد الأول لعلوم المحيطات بالصين (First Oceanographic Institute).
واختُتمت الورشة بتجديد التأكيد على التزام المملكة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بتعزيز التدبير المستدام والمسؤول للثروات البحرية، القائم على العلم والابتكار والانفتاح، وذلك انسجامًا مع أهداف اليوم العالمي للتغذية الداعية إلى بناء نظم غذائية مرنة، عادلة، ومستدامة بيئيًا.