ترامب والإهانة: زيارة ملك الأردن إلى البيت الأبيض بين الابتزاز والسيادة

 

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مصمم على تنفيذ مخططه المهين تجاه الدول العربية، حيث تظهر تصريحاته وأفعاله احتقارًا واضحًا تجاه قادة المنطقة، في مقابل دعم غير محدود للكيان الصهيوني. ترامب لم يكتفِ بالكلام فقط، بل تجسد ذلك في أفعال، بدءًا من استدعائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى البيت الأبيض، وهو ما يعكس بوضوح موقفه العدائي تجاه العرب ورغبته في تقوية العلاقة مع إسرائيل على حسابهم.

أحد أبرز المواقف كان في اللقاء بين ترامب وملك الأردن، حيث جلس الملك عبد الله على الأرض بينما قدم ترامب رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو واقفًا في ندوتهما المشتركة. هذا التباين في المعاملة يعكس سياسة ترامب، التي تهدف إلى تقوية إسرائيل على حساب العرب، وتحقيق مصالحه من خلال إضعافهم وابتزازهم.

اللقاء بين ترامب وعبد الله الثاني لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل كان بمثابة محاولة لإجبار الملك على تقديم تنازلات، مثل استعداد الأردن لاستقبال 2000 طفل فلسطيني. وكان رد ترامب بأن “لم يسمع هذا الكلام من قبل”، مما يدل على أنه نجح في فرض مطالبه على الملك وإرباكه.

في المقابل، كان ترامب في ندوته مع نتنياهو يتحدث عن العلاقة القوية مع إسرائيل، مشيرًا إلى قراراته التي تدعم الكيان الصهيوني، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادتها على الجولان. وقد ظهرت الفروق في المعاملة بشكل واضح، حيث بدا الملك عبد الله متوترًا وقلقًا، بينما كان نتنياهو مبتسمًا ويشعر أن ترامب يخدم مصلحة إسرائيل.

زيارة ترامب إلى الأردن لم تكن زيارة دبلوماسية، بل كانت بمثابة “إحضار بالقوة”، حيث تجاوز ترامب القواعد الدبلوماسية، وأجبر الملك على الاستماع لتصريحات مهينة، مثل الحديث عن تخصيص جزء من الأراضي الأردنية لاستقبال الفلسطينيين. هذه التصريحات تظهر تجاهلًا لسيادة الأردن.

الهدف من هذه الأفعال هو إهانة الدول العربية، وإظهار قوة ترامب في فرض إرادته عليهم. وهذا التوجه سيستمر ما لم يتم تقوية الجبهة العربية الداخلية والتمسك بالوحدة بين الحكام والشعوب. لابد من تعزيز الوعي العربي المشترك والتكاتف لمواجهة هذه الضغوط والابتزاز، للحفاظ على السيادة والحقوق العربية.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد