صوت الصحراء
من سواحل الأطلسي الهادئة إلى رحاب المتوسط، حمل رئيس جماعة الداخلة، السيد الراغب حرمة الله، هموم المحيط وهمّ التنمية المستدامة إلى مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، المنعقد بمدينة نيس الفرنسية، بشراكة مع كوستاريكا، في الفترة الممتدة من 9 إلى 13 يونيو 2025.
هذا المؤتمر، الذي يُعد من أبرز المحطات العالمية في أجندة المناخ والبيئة البحرية، يجمع زعماء وقادة من أكثر من 70 دولة، إلى جانب خبراء وباحثين وممثلين عن منظمات دولية، لصياغة خطة عمل دولية عاجلة لحماية المحيطات التي أصبحت تصرخ تحت وطأة الاحتباس الحراري والتلوث، والصيد غير المنظم، وارتفاع منسوب المياه، وهو ما يهدد بشكل مباشر توازن النظم البيئية البحرية ومستقبل الغذاء والأمن المائي لملايين البشر.
في هذا السياق، شكل حضور السيد حرمة الله صوتًا من الجنوب المغربي يعبّر عن رؤية محلية بانعكاسات عالمية. وقد أجرى على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية وأكاديمية وممثلين عن منظمات بيئية، استعرض خلالها الخطوات التي قطعتها المملكة في مجال حماية المجال البحري، مسلطًا الضوء على تجربة الداخلة كنموذج للتوازن بين التنمية والبيئة.
وكان مشروع “ميناء الداخلة الأطلسي” أحد أبرز المحاور التي استأثرت بالاهتمام، باعتباره رهانًا استراتيجيًا لتقليل البصمة الكربونية وتعزيز التنافسية الاقتصادية مع احترام النظم البيئية. كما أشار رئيس الجماعة إلى التزام المغرب، في إطار استراتيجياته الوطنية، برفع نسبة المناطق البحرية المحمية من 3% سنة 2023 إلى 10% بحلول عام 2030، انسجامًا مع التوجهات الدولية وأهداف التنمية المستدامة.
ولا يقتصر الطموح الدولي لمؤتمر نيس على التوصيات النظرية، بل يسعى إلى إحداث أثر فعلي من خلال آليتين أساسيتين: تنفيذ معاهدة التنوع البيولوجي في أعالي البحار التي تم اعتمادها عام 2023، وإنشاء صندوق دولي بقيمة 100 مليار يورو مخصص لدعم الابتكار والمشاريع البحرية المستدامة، ما يفتح المجال أمام المدن الساحلية كمدينة الداخلة للاستفادة من التمويلات الدولية والانخراط في شبكات التعاون البيئي العالمي.
مشاركة رئيس جماعة الداخلة في هذا الموعد العالمي تعكس بوضوح تحول القضايا البحرية من مجرد ملفات تقنية إلى رهانات جيوسياسية واستراتيجية، وتجسد انخراط المغرب المتزايد في النقاشات الدولية حول حماية كوكب الأرض من بوابة محيطاته.