صوت العدالة
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾
في لحظة تحمل من المعاني ما يفوق حدود التعيين الإداري، ومن الرمزية ما يتجاوز منطق المناصب، جاء تعيين الدكتور الطالب بويا أباحازم مفتشًا عامًا لوزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية، خلال اجتماع المجلس الحكومي المنعقد يوم الخميس 4 يونيو 2025، ليشكل محطة مضيئة في مسار رجل جعل من الكفاءة والمبادرة عنوانًا لمسيرته.
ليس التعيين تكريمًا لشخصه فقط، بل هو إشادة بمسيرة مشرفة تميزت بالإخلاص في العمل، والاستقامة في الموقف، والحرص الدائم على أن يكون في خدمة الإنسان، خصوصًا في المجالات المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والتضامن الأسري، وهي قضايا تلامس جوهر العدالة والكرامة.
إن من يُستأمن على مثل هذه المسؤوليات، لا بد أن يكون من أهل الحكمة والبصيرة، ممن قال فيهم الله تعالى:
﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾
وهكذا كان الدكتور الطالب بويا أباحازم، بخبرته العلمية، وحنكته الإدارية، وانخراطه الصادق في القضايا الوطنية، ابنًا بارًا لهذه الأرض، التي ظل وفيًا لقيمها وتقاليدها ومشاغل أهلها.
لقد بصم الرجل على محطات وازنة من العطاء، سواء في ميدانه الأكاديمي أو عبر المهام التي تقلدها، حيث ترك دائمًا أثرًا إيجابيًا، واشتغل في صمت على صناعة الفرق، بعيدًا عن الأضواء، قريبًا من نبض الناس وتطلعاتهم.
إن هذا التعيين يشكّل تأكيدًا على أن الوطن لا ينسى أبناءه البررة، وأن الجدّ والاجتهاد لا يُذهبان سُدى، بل يُثمران ثقةً وتقديرًا ومزيدًا من فرص خدمة الصالح العام.
نسأل الله له التوفيق والسداد في أداء هذه الأمانة، وأن يعينه على حملها بما يرضي الله، ويحقق الخير للمجتمع، فهو القائل عز وجل:
﴿وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾
ودائمًا، تبقى خدمة الوطن شرفًا لا يضاهيه شرف، ومسؤولية لا تحتمل إلا الجِدّ، فهنيئًا له بهذه الثقة، وهنيئًا للمؤسسة بمن يحمل همّها بعقل الواعين ونُبل المخلصين.