صوت الصحراء:
حلّ وفد رفيع من الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك بالمغرب في زيارة تمتد من 28 أبريل إلى 2 ماي 2025، وذلك في إطار دينامية متنامية بين الرباط ونواكشوط تروم تبادل الخبرات وتعزيز التكامل في قطاع استراتيجي يشكل رافعة حقيقية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدين.
الزيارة التي تأتي بدعوة من المكتب الوطني للصيد البحري بالمغرب، استُهِلّت بجولة ميدانية داخل مقره المركزي بمدينة الدار البيضاء، وتهدف إلى الاطلاع عن قرب على التجربة المغربية في مجال تسويق المنتوجات البحرية، خاصة في ما يتعلق برقمنة مسارات البيع، وتدبير سلاسل القيمة، وتنظيم الفضاءات التجارية داخل موانئ الصيد.
ويواصل الوفد برنامجه بزيارة المديرية الجهوية للمكتب بطنجة، حيث يرتقب أن يواكب عن كثب آليات التدبير الحديثة بسوق السمك للبيع الأول، إضافة إلى زيارة ميناء الصيد البحري وقرية الصيد بليونش، كنموذج لسياسات القرب في مجال تثمين الموارد البحرية.
الرهان المشترك بين المغرب وموريتانيا اليوم لم يعد يقتصر على التبادل التجاري التقليدي، بل يتجه نحو بناء منظومة تعاون تقوم على الإنتاج المشترك وتبادل الخبرات وتكامل القدرات، خاصة في ظل التحديات المناخية والبيئية التي يواجهها قطاع الصيد البحري على ضفتي الأطلسي.
وتؤكد هذه المبادرة أن العلاقات المغربية-الموريتانية، وإن كانت مدعومة بروابط الجوار والثقافة، فهي اليوم مدفوعة أيضًا بإرادة سياسية لبناء شراكة اقتصادية حقيقية تخلق منافع متبادلة وقيمة مضافة، خصوصًا في القطاعات المرتبطة بالثروات البحرية التي تمثل مستقبل الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المنطقة.